فصل: قال بيان الحق الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال بيان الحق الغزنوي:

سورة المدثر:
{وثيابك فطهر} قيل: إن المراد بالثياب: النفس، كما قال عنترة:
فشككت بالرمح الأصم ثيابه ** ليس الكريم على القنا بمحرم

وتركته جزر السباع ينشنه ** ما بين قلة رأسه والمعصم

وقال ابن عباس: معناه لا تلبسها على غدر ولا إثم. واستشهد بقول غيلان الثقفي:
فإني بحمد الله لا ثوب غادر ** لبست ولا من جزاية أتقطع

وهذا القول أظهر فائدة، وأكثر نظيرا. وقال امرؤ القيس:
ثياب بني عوف طهارى نقية ** وأوجههم بيض المسافر غران

أي: طهارى من العار والغدر. وقال أبو الأسود الدؤلي:
أطهر أثوابي عن الغدر والخنا ** وأنحو الذي قد كان خيرا وأعودا

ألم تر أني والتكرم عادتي ** وما المرء إلا لازم ما تعودا

وعلى ضده-وهو في معناه- قول جرير:
وقد لبست بعد الزبير مجاشع ** ثياب التي حاضت ولم تغسل الدما

وأنشد ابن السكيت وثعلب:
-......................... ** وبالبشر قتلى لم تطهر ثيابها

وأنشدا الفرزدق:
بني عاصم لا تلجئوها فإنكم ** ملاجئ للسوءات دسم العمائم

بني عاصم لو كان حيا أبوكم ** للام بينه اليوم قيس بن عاصم

وفسراه بأنه لم يطلب ثأرهم: وقريب منه قول أوس:
نبئت أن دما حراما نلته ** وهريق في برد عليك محبر

نبئت أن بني جذيمة أدخلوا ** أبياتهم تامور نفس المنذر

وقول الهذلي:
تبرأ من دم القتيل وبزه ** وقد علقت دم القتيل إزارها

{والرجز فاهجر} [5] قال مجاهد: الرجز بالكسر العذاب، وبالضم الأوثان.
{ولا تمنن تستكثر} [6] لا تعط شيئا، لتصيب أكثر منه. وقال الحسن: معناه {لا تمنن} لعملك {تستكثر} على ربك. وقال مجاهد: {لا تمنن}: لا تنقص من الخير تستكثر الثواب. أي: يكثر ثوابك.
{فإذا نقر في الناقور} [8] {الناقور}: أول النفختين، فاعول من النقر.
{فذلك يومئذ يوم عسير} [9] (ذلك) إشارة إلى النقر، كأنه قال: فذلك النقر يومئذ نقر يوم عسير.
{ذرني ومن خلقت وحيدا} [11] يعني الوليد بن المغيرة. أي: خلقته وحيدا لا مال له ولا بنون.
{مالا ممدودا} [12] المال النامي الذي له مادة من الزيادة.
{وبنين شهودا} [13] كان له عشرة بنين لا يغيبون عن عينه، زينا له في النادي، وعزا على الأعادي.
{سأرهقه} [17] الإعجال بالعنف.
{صعودا} [17] عقبة في النار.
{إنه فكر وقدر} [18] فكر في القرآن، فقال: ليس بشعر، وله حلأوة وتأثير في القلوب، فقدر في نفسه أنه سحر.
{ثم عبس وبسر} [22] فكر حتى ضاق صدره بالفكر، فبدا أثر العبوس والبسور في وجهه.
وقيل: إن العبوس يكون مع المحأورة والمنازعة، والبسور مع الإعراض والصدود، فلذلك جمع بينهما، قال توبة:
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت ** فقد رابني منها الغداة سفورها

وقد رابني منها صدود رأيته ** وإعراضها عن حاجتي وبسورها

{لواحة للبشر} [29] مسودة للجلود، وقال الأخفش:
تركنا صياكلة عراة ** يسارون الوحوش ملوحينا

وقال الأخفش: معناه معطشة للناس. واللوح: العطش. قال الشاعر:
وأي فتى صبر على الأين والظمأ ** إذا اعتصروا للوح ماء فظاظها

{عليها تسعة عشر} [30] ذكر الله هذا العدد في الكتب المتقدمة، ثم ذكره كذلك في القرآن، {ليستيقن الذين أوتوا الكتاب}. وذكر القاضي المأوردي في (تفسيره): أن التسعة نهاية الآحاد، والعشرة بداية العشرات، فكان أجمع الأعداد، فجعلت بحسابها خزنة النار. وذكر أيضا أن البروج اثنا عشر، والسيارة سبعة فتلك تسعة عشر، فإذا لم يستبعد عدد النجوم السيارة والبروج، محصورا في تسعة عشر فكذلك خزنة جهنم.
{وما يعلم جنود ربك إلا هو} [31] أي: من كثرتهم.
{وما هي إلا ذكرى للبشر} [31] أي: هذه النار التي في الدنيا تذكير وتحذير بنار الآخرة.
{والليل إذا أدبر} [33] جاء بعد النهار، دبر الشيء وأدبر، وقبل وأقبل.
{إنها لإحدى الكبر} [35] أي: الساعة، أو سقر، لتقدم ذكرها. قال الحرمازي:
يا ابن المعلى نزلت إحدى الكبر

داهية الدهر وصماء الغبر

{مستنفرة} [50] بكسر الفاء: نافرة. وبفتحها: منفرة مذعورة. والقسورة: الرماة. وقيل: إنه الأسد، فعولة من القسر.
{هو أهل التقوى} [56] أهل أن يتقى محارمه أو عذابه.
تمت سورة المدثر. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة المدثر صلى الله عليه وسلم:
{ولا تمْنُن تسْتكْثِرُ}
قال: {ولا تمْنُن تسْتكْثِرْ} جزم لأنها جواب النهي وقد رفع بعضهم {ولا تمْنُن تسْتكْثِرُ} يريد مستكثرا وهو أجود المعنيين.
{كلاّ إِنّهُ كان لآياتِنا عنِيدا}
وقال: {كلاّ إِنّهُ كان لآياتِنا عنِيدا} أيْ: معاندا.
{واللّيْلِ إِذْ أدْبر}
وقال: {واللّيْلِ إِذْ أدْبر} و(دبر) في معنى (أدْبر) يقولون: (قبّح اللهُ ما قبل مِنْهُ وما دبر) وقالوا (عامٌ قابِلٌ) ولم يقولوا (مُقْبِلٌ).
{إِنّها لإِحْدى الْكُبرِ نذِيرا لِّلْبشرِ}
وقال: {إِنّها لإِحْدى الْكُبرِ} {نذِيرا لِّلْبشرِ} فانتصب {نذِيرا} لأنه خبر لـ {إِحْدى الكُبر} فانتصب {نذِيرا} لأنه خبر للمعرفة وقد حسن عليه السكوت فصار حالا وهي (النذِير) كما تقول (إِنّهُ لعبْدُ اللهِ قائِما) وقال بعضهم إِنّما هو (قُمْ نذِيرا فأنْذِر).
{كلاّ إِنّهُ تذْكِرةٌ}
وقال: {كلاّ إِنّهُ تذْكِرةٌ} أي: إنّ القرآن تذكِرةٌ. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة المدثر:
1- {الْمُدّثِّرُ}: المتدثر ثيابه إذا نام. فأدغم التاء في الدال.
4- {وثِيابك فطهِّرْ} أي طهّر نفسك من الذنوب. فكنّي عنه بثيابه: لأنها تشتمل عليه.
قال ابن عيينة: لا تلبس ثيابك على كذب، ولا فجور، ولا غدر، ولا إثم. البسها: وبدنك طاهر. قال: وقال الحسن: يطّيب أحدهم ثوبه، وقد أصلّ ريحه! وقال ابن عباس: اما سمعت قول الشاعر:
إني- بحمد اللّه- لا ثوب غادر لبست، ولا من خزية أتقنّع.
وقال بعضهم: ثيابك فقصّر، فإن تقصير الثياب طهر لها.
5- {والرُّجْز فاهْجُرْ} يعني: الأوثان وأصل {الرجز} العذاب.
فسمّيت الأوثان رجزا: لأنها تؤدّي إلى العذاب.
6- {ولا تمْنُنْ تسْتكْثِرُ} يقول: لا تعط في الدنيا شيئا، لتصيب اكثر منه.
8- {فإِذا نُقِر فِي النّاقُورِ} أي نفخ في الصور أول نفخة.
11- و12- و13- {ذرْنِي ومنْ خلقْتُ وحِيدا} أي فردا: لا مال له ولا بنين، ثم {جعلْتُ لهُ مالا ممْدُودا}: دائما، {وبنِين شُهودا}.
وهو الوليد بن المغيرة: كان له عشرة بنين لا يغيبون عنه في تجارة ولا عمل.
16- {إِنّهُ كان لِآياتِنا عنِيدا} أي معاندا.
17- {سأُرْهِقُهُ صعُودا} أي سأغشية مشقة من العذاب.
و(الصّعود): العقبة الشاقة. وكذلك (الكؤود).
18- {إِنّهُ فكّر وقدّر} في كيد محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، فقال: (شاعر) مرة، و(ساحر) مرة، و(كاهن) مرة، وأشباه ذلك.
19- و20- وقوله: {قُتِل} أي لعن. كذلك قيل في التفسير.
21- {عبس وبسر} أي قطّب وكرّة.
29- {لواحةٌ لِلْبشرِ} أي مغيرة لهم يقال: لاحته الشمس، إذا غيّرته.
30- و31- {عليْها تِسْعة عشر وما جعلْنا أصْحاب النّارِ إِلّا ملائِكة}.
روي: أن رجلا من المشركين- قال: أنا أكفيكم سبعة عشر، واكفوني اثنين: فأنزل اللّه: {وما جعلْنا أصْحاب النّارِ إِلّا ملائِكة} فمن يطيقهم؟.
{وما جعلْنا عِدّتهُمْ} في هذه القلّة {إِلّا فِتْنة}، لأنهم قالوا: (وما قدر تسعة عشر؟ فيطيقوا هذا الخلق كله!).
{لِيسْتيْقِن الّذِين أوتُوا الْكِتاب} حين وافقت عدّة خزنة أهل النار ما في كتابهم. هذا قول قتادة.
{واللّيْلِ إِذْ أدْبر} أي جاء بعد النهار، كما تقول: خلفه. يقال: دبرني فلان وخلفني، إذا جاء بعدي.
34- {والصُّبْحِ إِذا أسْفر} أي أضاء.
35- {إِنّها لإِحْدى الْكُبرِ}: جمع (كبرى). مثل الأولى ولأول، والصّغرى والصّغر. وهذا كما تقول: إنها لإحدى العظائم والعظم.
42- {ما سلككُمْ فِي سقر}؟ أي ما أدخلكم النار؟
50- {كأنّهُمْ حُمُرٌ مُسْتنْفِرةٌ}: مذعورة، استنفرت فنفرت.
ومن قرأ: {مُسْتنْفِرةٌ} بكسر الفاء، أراد: نافرة. قال الشاعر:
اربط حمارك، إنه مستنفر ** في إثر أحمرة عمدن لغرب

51- {فرّتْ مِنْ قسْورةٍ} قال أبو عبيدة: هو الأسد وكأنه من (القسر) وهو: القهر. والأسد يقهر السّباع.
وفي بعض التفسير: (انهم الرّماة).
وروي ابن عيينة ان ابن عباس قال: (هو ركز الناس)، يعني: حسّهم وأصواتهم.
52- {بلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أنْ يُؤْتى صُحُفا مُنشّرة}.
قالت كفار قريش: (إن كان الرجل يذنب، فيكتب ذنبه في رقعه:- فما بالنار لا نرى ذلك؟!).
54- {كلّا إِنّهُ تذْكِرةٌ} يعني: القرآن. اهـ.

.قال الغزنوي:

ومن سورة المدثر:
4 {وثِيابك فطهِّرْ}: لا تلبسها على غدر ولا إثم. وقيل: قلبك طهّر.
5 {والرُّجْز} بالكسر: العذاب، وبالضمّ: الأوثان.
6 {ولا تمْنُنْ تسْتكْثِرُ}: لا تعط شيئا لتصيب أكثر منه. وقيل: لا تمنن لعملك تستكثر على ربك. وقيل: لا تنقص من الخير تستكثر الثّواب.
8 {النّاقُورِ}: أول النّفختين، فاعول من (النّقر).
11 {ذرْنِي ومنْ خلقْتُ}: الوليد بن المغيرة، {وحِيدا}: لا مال ولا بنين.
13 {وبنِين شُهودا}: كانوا عشرة بنين لا يغيبون عن عينه.
17 {سأُرْهِقُهُ}: أعجله بعنف، صعُودا: عقبة في النار.
29 {لواحةٌ لِلْبشرِ}: مسوّدة للجلود. وقيل: معطشة للنّاس.
30 {عليْها تِسْعة عشر}: هكذا ذكره في الكتب المتقدمة، فذكره كذا في القرآن ليستيقنوا.
وقيل: التسعة نهاية الآحاد، والعشرة بداية العشرات، وتسعة عشر جامعة لهما لأكثر القليل وأقل الكثير فكان أجمع الأعداد فجعلت بحسابها خزنة النّار.
31 {وما يعْلمُ جُنُود ربِّك إِلّا هو}: من كثرتهم.
{وما هِي إِلّا ذِكْرى}: أي: هذه النّار.
33 {إِذْ أدْبر}: جاء بعد النّهار. دبر الشّيء وأدبر. وقبل وأقبل.
38 {كُلُّ نفْسٍ بِما كسبتْ}. قال قتادة: غلق النّاس إلّا أصحاب اليمين، ثم قرأ: {وما على الّذِين يتّقُون مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شيْءٍ}.
50 {مُسْتنْفِرةٌ}: بكسر الفاء نافرة، وبفتحها منفّرة.
و(القسورة): الرماة. وقيل: الأسد، فعولة من (القسر).
56 {هو أهْلُ التّقْوى}: أهل أن يتقى. اهـ.